تحليل سياسي؛ بعد خسارته المدوية أمام إردوغان؛ تزايد دعوات المعارضة بترك كليجدار أوغلو الحياة السياسية

التواصل الإجتماعي

59,156FansLike
6,273FollowersFollow
5,803FollowersFollow

نشرة الأخبار

ارتفعت الأصوات المطالبة من داخل معسكر حزب “الشعب الجمهوري” المعارض وخارجه باستقالة مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو الذي خسر جولة الإعادة على انتخابات الرئاسة  أمام الرئيس رجب طيب إردوغان الأحد الماضي.

وعلى الرغم من أن كليجدار أوغلو بتحالفه مع “الطاولة السداسية” نجح لأول مرة في التاريخ بجمع المعارضة بكافة أطيافها وتوجهاتها وإيديولوجيتها في مواجهة الرئيس إردوغان إلا أنه لم ينجح في هزيمته سواء بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية.

ومنذ الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2019 وانتزع فيها حزب “الشعب الجمهوري” بزعامة كليجدار أوغلو رئاسة بلديتي “اسطنبول” و”أنقرة” من حزب الرئيس إردوغان، تمتع كليجدار أوغلو بموقع قوي للغاية على اعتبار أنه حقق هدفا صعبا خصوصا بالاستحواذ على “اسطنبول” التي عُرف عنها تاريخيا أن أي حزب يكسب أصواتها، مرشح بقوة لأنه يكون الحاكم المستقبلي للبلاد، وهو ما أحيا أمال كثيرة لدى المعارضة من أن كليجدار أوغلو سيكون قادرا بقوة على منافسة إردوغان.

إلا أن إردوغان وكعادته، كسر كل التابوهات السياسية بطيفه الشعبي الهائل، فعلى الرغم من أن كليجدار أوغلو حصل مجددا على أصوات المدن الكبرى مثل اسطنبول وأزمير لكنها لم تكن كافية لإنزال إردوغان عن عرشه بعد استقطابه لكتلة الشباب التي تجاوزت نسبتها الأربع ملايين في الانتخابات، ودخلت سباق الانتخابات لأول مرة بعد تجاوزها سن الـ18، وذلك بخلاف توقعات المعارضة التي كانت تعول على هذه الكتلة للفوز.

وحسب النتائج الرسمية، حصل إردوغان على 27,73 مليون صوت، أي أكثر من 52٪ من مجمل الأصوات، بينما حصل مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو على 25,43 مليون صوت. وبلغت نسبة المشاركة في جولة 28 مايو/أيار 84,22%.

والآن بعد اكتساح إردوغان للرئاسة، فإن المرشح الرئاسي الخاسر كليجدار أوغلو على موعد مع تحد كبير لقيادته المستمرة لحزب “الشعب الجمهوري” منذ عام 2010 في مؤتمر الحزب العام العادي الـ38، الذي سُيعقد الصيف المقبل، وهو المؤتمر الذي تم تأجيله من شهر يوليو/تموز 2023 لمدة عام بدون إعلان سبب ذلك.

وسيخوض كليجدار أوغلو المنافسة على رئاسة الحزب هذه المرة بعد خسارته المدوية للانتخابات الرئاسية، والتي تعد الخسارة رقم 12 في تاريخه السياسي أمام إردوغان، ما يعزز فرص المعارضة داخل الحزب لإنهاء سيطرته المستمرة منذ 13 عاما.

وكان كليجدار أوغلو قد خرج بعد خسارته، مساء الأحد، أمام الجمهور ليعلن قبوله بنتيجة خسارته أمام الرئيس إردوغان لكن في نفس الوقت أعلن أنه سيواصل نضاله السياسي من أجل شعبه، معتبرا أن حصول المعارضة على تأييد ما يقرب من 25 مليون شخص في عموم تركيا يعني “نجاح مهمتها”.

هذا الإعلان أثار حفيظة الكثير من نوابه حزبه اللذين طالبوه بالاستقالة ومنهم تانجو أوزجان رئيس ولاية “بولو”، شمالي تركيا، عن حزب “الشعب الجمهوري”، حيث غرد على حسابه في “تويتر”، قائلا: “هل أسأت الفهم؟.. هل قال السيد كليجدار أوغلو الاستمرار؟.. لقد قمت بتنظيم المعارضة كما تريد، وأعلنت نفسك مرشحا! حتى رغما عن أولئك الذين لم يرغبوا في ذلك، لكن يكفي.. أرجوك اتركنا، أذهب إلى أحفادك واجلس بجوارهم، لقد أعطيت لنا الأمل لمدة 13 عاما.. لقد حكمت علينا بهذا الرجل.. أرجوك تكفي 13 عاما”.

كما هاجمت أصلي بايكال، ابنة زعيم حزب “الشعب الجمهوري” السابق دنيز بايكال، كليجدار أوغلو، في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر”، واصفة إياه بـ”الديكتاتور الذي سيدمر حزب “الشعب الجمهوري” طالما ظل موجودا في رئاسة أكبر أحزاب المعارضة التركية”، وأضافت أن كليجدار أوغلو ورغم هزيمته في كل الاستحقاقات الانتخابية أمام الرئيس إردوغان، يتحدث عن الاستمرار في معارضته، واصفة إياه بـ”الطاعون الذي سيأكل رقبة كل من يساعده على الاستمرار في منصبه”.

بدوره، انتقد وزير الدولة السابق وعضو حزب “الشعب الجمهوري” محمد سيفيغن، كليجدار أوغلو، بقوله:”نحن عاجزون عن فهم الناس؛ هم لا يثقون بنا، حتى ميرال أكشنر (زعيمة حزب الجيد) حذرتْه من ذلك وقالت له: من فضلك لا تكن مرشحا؛ لأنك إن أصبحت مرشحا، فلن يصوت الناخبون لك أو لنا”، وأضاف:”أتمنى لو كنت متفاجئا، لقد عملنا من أجل حزب (الشعب الجمهوري) لسنوات لكن مع أخطاء قلة من الناس، أزلنا أمل الشعب في التغيير”، موضحا أن “كليجدار أوغلو أخذ أحلامهم بعيدا عنهم:”نحن غاضبون من أنفسنا وكذلك من السيد كمال، ولذلك يجب عليه الاستقالة لكنه لن يفعل ذلك بسبب جشعه””، واستطرد مهاجما “الطاولة السداسية” وقياداتها قائلا:”من وضع طاولة الستة معا، وهل توجد أساسا طاولة سداسية؟.. كانوا هم من أطلقوا النار على السيد كمال من الخلف، ولو كانوا يخرجون ويتجولون في الولايات التركية لكانت الأصوات ضعف ما هي عليه الآن، لكنهم أخذوا منه ما أرادوا وتركوه وحيدا خاسرا”.