“AFP”
كان وعيد المدافع المغربي أشرف داري للبرتغال في محله عندما نجح منتخب بلاده في الفوز عليها 1-صفر السبت على ملعب الثمامة في الدوحة، وبلغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
في غمرة الاحتفالات العارمة داخل مستودع الملابس بالفوز على إسبانيا 3-صفر بركلات الترجيح الأحد الماضي، أطلق مدافع بريست الفرنسي عهده للمنتخب الأيبيري بعبارة “دورك يا برتغال”، وكان صائباً.
استرجع داري تلك العبارة اليوم أمام صحافي وكالة فرانس برس في المنطقة المختلطة قائلا: “كنت على ثقة كبيرة في تخطينا للبرتغال حتى وانها لم تكن تأهلت وقتها، لانها كانت ستلعب بعد ساعة من مباراتنا مع الماتادور”.
باتت البرتغال بوابة “أسود الأطلس” نحو صناعة التاريخ في نهائيات كأس العالم عندما تخطاها اليوم على ملعب الثمامة في طريقه إلى إنجاز تاريخي ثان هو بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في سجله بالمونديال.
هي المرة الثانية التي يصنع فيها “أسود الأطلس” التاريخ في المونديال على حساب البرتغال عقب إنجاز نسخة مكسيكو 1986 والجيل الذهبي لبادو الزاكي ومحمد التيمومي وعبد الرزاق خيري وعزيز بودربالة وغيرهم.
وقتها فاز المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وبلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يخرج على يد ألمانيا الغربية بهدف قاتل سجله لوثار ماتيوس من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 89.
صحيح أن البرتغال ردت التحية في النسخة الأخيرة وأطاحت بالأسود من الدور الأول أيضا، لكن أشبال المدرب وليد الركراكي ردوا بأحسن منها اليوم وصنعوا تاريخا جديدا لهم ببلوغ دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخهم وحرموا البرتغال بنجومها الممارسين في أفضل الأندية في العالم، من مواصلة مشوارهم نحو اللقب الذي جاؤوا من أجله، وأقله بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخهم.
أكد داري الذي لم يلعب ولو دقيقة في البطولة حتى دفع به المدرب وليد الركراكي اليوم عقب إصابة القائد رومان سايس في الشوط الثاني: “لم نكن بلعنا مرارة الإقصاء من مونديال روسيا على يد البرتغال بهدف غير صحيح وكنا عازمين على الثأر”، في إشارة إلى الهدف الجدلي لكريستيانو رونالدو بضربة رأسية إثر ركلة ركنية ارتكب المدافع بيبي خلالها خطأ على أحد المدافعين وحرمه من استباق مهاجم ريال مدريد الإسباني وقتها إلى الكرة.
وأضاف “نحن مجموعة متلاحمة ومتضامنة ونثق في قدراتنا ومؤهلاتنا وإمكانياتنا، وبالتالي لا نخاف أي منتخب مهما كان شأنه. عقليتنا قوية وثقتنا عالية خصوصاً وأننا فزنا بمباريات منحتنا طاقة إيجابية”.
وتابع “البرتغال لها مواهب مثلنا ونحن لا نقل عنها شأناً ولو أنها تضم في صفوفها أكثر من نجم. دخلنا عازمين على الفوز والتأهل وهذا ما حققناه بفضل مجهودات اللاعبين والطاقم التقني”.
وأردف قائلاً “سنواصل المشوار وإسعاد الجماهير المغربية التي لا تدخر جهداً لتشجيعنا ومساندتنا ونتمنى أن نبلغ المباراة النهائية ونحرز اللقب لندخل التاريخ ونحكي الإنجاز لأولادنا وأحفادنا”.
وبخصوص الخصم الذي يفضل مواجهته في نصف النهائي بين فرنسا أو إنكلترا، قال “نحن الآن بين الأربعة الكبار ولا يهم من سنواجه، سنكون مستعدين، وسأقول دورك يا فرنسا أو يا إنكلترا”.
أصبحت البرتغال رابع ضحايا “أسود الأطلس” في الدوحة بينهم ثلاثة كانوا بين المرشحين إلى اللقب: بلجيكا 2-صفر في الجولة الثانية، إسبانيا 3-صفر بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر) في ثمن النهائي، والبرتغال في دور الربع، علماً أنهم تغلبوا على كندا 2-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، في طريقهم نحو الدور الثاني.
– مباراة للتاريخ” –
قال المدافع يحيى عطية الله، صاحب التمريرة الحاسمة ضد البرتغال “إنها مباراة للتاريخ، وجاءت أمام البرتغال. أول مباراة كلاعب أساسي في البطولة لي وانتهت بإنجاز مدو ضد منتخب من الطراز الرفيع وبلاعبين من طينة الكبار”.
وأضاف “لطالما أعجبت بالإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في مونديال المكسيك ضد البرتغال وكنت أتمنى أن أكون بين التشكيلة، وها هو حلمي يتحقق وأواجه البرتغال وأقدم أداءا كبيرا وأبلغ نصف النهائي”.
وتابع “لعبت احتياطيا في المباريات السابقة ولكنني اليوم تحملت مسؤولية كبيرة باللعب أساسياً لتعويض غياب نصير مزراوي والحمدلله نجحت في مهمتي وساهمت بإنجاز سيتم الحديث عنه لسنوات كثيرة”.
وختم “سنواصل القيام بما نعرفه، الآن أصبحنا رقماً صعباً في البطولة ونحن مصممون على الذهاب إلى أبعد من نصف النهائي”.