أنا وأنت وساعات السفر

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

نرمين يُسر

الاختيارات المريرة لسلوى هانم ووحيد حامد مع ساعات السفر

عزت هلال (يحي الفخراني) الاديب والصحفي المعروف يترك مكتبه بالجريدة ويستقل الحافلة من ميدان رمسيس الذي شهد انفجار اطار الحافلة، وسط الزحام والفوضي المرورية قرر عزت عدم انتظار السائق يصلح الاطار، في ذلك الحين استنجدت به سيدة مسنة تريد عبور الطريق لتصل الي محطة القطارفيساعدها في الالحاق بالقطار المتجه الي الاقاليم ومن ثم يسأل عامل البوفية عن وجهة احد القطارات ليجيبه الرجل انه متجه الي الاسكندرية فيستقل القطار رغم انه لا يملك تذكرة او لديه حجز مسبق لمقعد، فقط الحركة من زحام وسط المدينة كان كل ما اراده.

تلعب الصدفة دور اساسي في سيناريو الكاتب الكبير وحيد حامد في فيلم انا وانت وساعات السفرحيث يلتقي عزت بسلوي هانم عابدين (نيللي) الشابة الجميلة والمتزوجة من رجل اعمال ثري يكبرها في العمر كانت قد ابتاعت تذكرتين لتترك المقعد المجاور لها خالي لمزيد من الخصوصية لكنها سمحت له ان يتخذ المقعد الي جانبها لتبدأ ساعات من الذكريات التي لم ينساها كلا منهما، حتي بعد مرور 11 عام من وقت انفصالهما، بعد قضاء قصة عشق جامحة فشلت في الوصول الي النجاة امام ضغوطات الحياة وصعوبة المعيشة. الفيلم الفلسفي ذو اللمحة المريرة والاحلام المهزومة امام رأس المال حيث تتخلي الفتاة عن حب عمرها وتتزوج لانقاذ عائلتها من الفقر والحاجة.

تبدو قصة عادية شاهدناها مئات المرات ليس علي شاشة السينما المصرية فحسب وانما مختلف شاشات العالم وبمختلف اللغات ولكن قد تتشابه القصص وتختلف في كيفية معالجتها وتقديمها بشكل جذاب كما صنعها حامد الذي اعتمد علي الحوار بشكل رئيسي فالاكشن قد تواري ناركا مساحة شاسعة للحوار بين الطرفين سلوي التي دافع عن نفسها وعزت المصمم علي استسلامها للظروف قائلا (ممكن يجبروك علي الزواج لكن مفيش قوة تقدر تجبرك علي الحب)

وعندما سألته (تفتكر الحب بيموت؟ ليجيبها ان الحب مثل اي كائن حي يمرض ويصاب بالعجز والشيخوخة وعمره مايموت لكن ممكن يتكسر او يتقتل) ليترجم وحيد حامد جملة عزت الاخيرة من خلال عدة مشاهد تنقل لنا مقصده من خلال القاء الضوء علي زوجين شابين في مقتبل علاقتهم والذي بدا كل منهما في سعادة تامة في حين نجد زوجين اخرين (ليلي فهمي) و(نبيل بدر) يتشاجران علي اتفه الاسباب بالرغم من استعدادهما لحضور زفاف احد الاقارب في الاسكندرية وقد ابرز حامد المجاز في تصور قطار الحياة ومراحل عمر الحب ببراعة

وفي الاول من شهر يوليو يهل علينا ذكري ميلاد الكاتب الكبير وحيد حامد المولود في الشهر السابع لعام 1944، المتوفي في شهر يناير عام 2021