التضخم بين أوروبا والولايات المتحدة

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

يبدو ان التضخم بالفعل قد بدأ يهدأ، فقد انخفض في منطقة اليورو للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر. بلغ معدل التضخم الرئيسي الذي يشمل تكاليف الغذاء والطاقة 9.2% على أساس سنوي في ديسمبر. انخفض كذلك في الولايات المتحدة، ولكن ليس كثيراً بالدرجة التي تجعل الاحتياطي الفيدرالي يرفع قدمه عن مدوسة السرعة. هذا ما قالته غيتا غوبيناث نائب العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي وأضافت ان على بنك الاحتياط الفيدرالي ان لا يعلن النصر قبل وقته.

ما عنته السيدة غوبيناث هو انها ترى ان لا يتخلى بنك الاحتياط الفيدرالي عن سياسته المتشددة في رفع أسعار الفائدة هذا العام. يبدو لي كمراقب ان الفرق بين الاقتصادين، الكتلة الأوروبية والولايات المتحدة هو في تركيبة الاقتصاد فتهديد التضخم الرئيسي الذي يبطئ النتائج في الولايات المتحدة هو ان اقتصادها الخدمي يشكل الجزء الأكبر وهو ما يؤكده تقرير الوظائف الأخير الذي اظهر بوضوح سوق عمل قوي وبالذات في القطاعات الخدمية.

على مستوى دول الكتلة في بيانات جديدة صدرت أمس انخفض التضخم في فرنسا- ثاني أكبر اقتصاد في المجموعة- ووصل الى 6.7%. التضخم في منطقة اليورو ودخل الى خانة الاحاد. السؤال هو بما اننا نعرف الان لماذا يجد الاقتصاد الأمريكي صعوبة في كبح جماح التضخم، فلماذا تحسن التضخم في أوروبا وهي التي بدأت متأخرة في رفع أسعار الفائدة؟

الإجابة هي في أسعار الطاقة. فعلى عكس حسابات بوتين عندما قطع امدادات الغاز، حظيت أوروبا بطقس معتدل هذا الشتاء مما أدى الى انخفاض الطلب على الطاقة وبالتالي انخفاض أسعار الغاز. إضافة بالطبع الى الجهود الأوروبية لتوفير امدادات من مصادر أخرى وتقديم مساعدات متنوعة لتقليل تأثير تكاليف الطاقة.

حتى مع هذه البيانات السعيدة، لا نعتقد ان البنك المركزي الأوروبي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة فهو مازال بعيداً عن هدفه المتمثل في 2 في المئة. معظم توقعات الاقتصاديين هي ان المركزي الأوروبي سيرفع مرتين على الأقل هذه السنة، في أوائل فبراير ومرة أخرى في شهر مارس.