الرقائق الإلكترونية ليست حكراً عن الولايات المتحدة

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

 مؤيد الزعبي

اتخذت الصين مؤخراً قراراً بمنع دخول منتجات شركة “ميكرون تكنولوجي” الأمريكية عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية لأراضيها، وقد وأكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها أن منتجات شركة “ميكرون” فشلت في اجتياز مراجعة الأمن الإلكتروني في البلاد وعليه تقرر حظر دخولها إلى الصين، ورغم أن قراراً مثل هذا أجده قراراً يصب في خانة حماية الأمن الوطني للصين وهذا حقها إلا أن البعض وجده رداً ضمن سلسلة أو جولة من جولات حرب الرقائق الإلكترونية بين الصين الولايات المتحدة.

منذ أكثر من 4 سنوات الولايات المتحدة تحارب شركات التكنولوجيا الصينية وتجد فيها تهديداً لأمنها القومي وقال الكثيرون بأن هذا هو حقها فما الذي تغير عندما تعلق الأمر بالصين أليس من حق الصين أن ترد على مثل هذه الإجراءات، وأن تعمل بمبدأ العين بالعين والبادي أظلم خصوصاً وأنه في نهاية 2022 فرضت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مجموعة من ضوابط التصدير التي تقيد مبيعات الرقائق الإلكترونية المتقدمة للصين، التي تتضمن الرقائق المصممة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر العملاقة العسكرية، إضافة إلى معدات التصنيع الخاصة بالرقائق.

لقد منعت الولايات المتحدة الصين من الدخول في مشاريع الفضاء الدولية ورغم أن مثل هذه الخطوة أخرت الصين في التقدم الفضائي إلا أنها جعلت منها دولة قوية ومنافسة في مجال الفضاء واليوم الصين تمتلك محطتها الفضائية الخاصة وتغرد وحيدة في حجم وقوة وقدرات برنامجها الفضائي، وما حدث من تضييق على امتلاك الصين لقدرات تصنيعية للرقائق الإلكترونية والتضييق على شركاتها التكنولوجية سيجعل الصين تسابق الزمن لتحقق استقلاليتها في هذا الجانب، فالمستقبل كله مبني على قدرتك في انتاج وتصنيع وتطوير الرقائق الإلكترونية فلماذا تكون هذه الصناعة حكراً على الولايات المتحدة أو على الدول التي تريدها الولايات المتحدة.

الصين لا تريد الدخول في حرب الرقائق الإلكترونية مع الولايات المتحدة بقدر ما تريد تحقيق استقلاليتها وتطور مهاراتها وشركاتها في هذه الصناعة المهمة، فالصين التي تصنع كل شيء للعالم وأقول كل شيء حرفياً تحتاج سنوياً مئات الملايين من الرقائق الإلكترونية فلماذا لا تسعى في حماية مصالحها ومصالح شركاتها في هذا الجانب، والأيام القادمة وإن اشتدت فصول حرب الرقائق الإلكترونية لن نجد الصين تقف مكتوفة الأيدي فالرقائق الإلكترونية كما قلت سابقاً ليست حكراً على الولايات المتحدة.