إلهام لي تشاو

كشف قائد البحرية الإيرانية الأميرال شهرام إيراني في مقابلة تلفزيونية الجمعة الماضية أن إيران تخطط لتشكيل تحالف بحري جديد مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى على طول شمال المحيط الهندي لضمان السلام والاستقرار الإقليميين، وجاء هذا الخبر بعد أشهر قليلة فقط من نجاح الوساطة الصينية واستئناف العلاقة بين السعودية وإيران، صحيح أن دول المنطقة لم توضح موقفها، ولكن أجد أن تشكيل هذا التحالف بأي شكل من الأشكال سيكون له تداعليات كبيرة ومهمة على مستقبل الخليج العربي لسنوات طويلة.

كانت إيران قد أجرت مع عُمان مناورات بحرية مشتركة عدة مرات في السنوات الماضية، ووفقا للتصريحات من الجانب الإيراني، فإن السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والعراق تأمل الآن في تنفيذ تعاون عسكري بحري معها، كما تدرس الهند وباكستان الانضمام إلى تحالف بحري مخطط له، حيث تركز المقترحات التي قدمتها إيران بشأن التحالف البحري بشكل أساسي على حماية الأمن البحري ومكافحة القرصنة وإطلاق عمليات الإنقاذ المشتركة، ونظراً للعلاقة الوثيقة بين إيران والصين وروسيا، من المحتمل أن يقدم التنين الصيني والدب الروسي دعماً للتحالف أيضا.

إن تشكيل هذا التحالف البحري في كونه أول آلية تعاون عسكري تؤسسها دول الخليج بمشاركة وتنسيق واسعين له أهمية كبيرة إذا نجح الأمر، وفي المستقبل سيكون هناك العديد من القنوات والمجالات لإجراء المزيد من التعاون والتفاعل مع توسيع نطاق التحالف إلى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي على الوضع في الخليج وحتى الشرق الأوسط وقارة أفريقيا بأكملها.

جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت قبل شهرين عن انسحابها من قوة بحرية مشتركة بقيادة الولايات المتحدة، وهذا يعني أيضا أن دول الخليج غير راضية عن السياسة الأحادية من الولايات المتحدة، وأن الغرض من القوة البحرية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة هو الاستمرار في ممارسة هيمنتها في منطقة الخليج، لكن مع استمرار تهدئة العلاقات بين دول الشرق الأوسط فقد عدلت الكثير من الدول توجهاتها الاستراتيجية وبدأت تمد غصن الزيتون إلى إيران، فبغض النظر عن الدول المشاركة في التحالف البحري الجديد، فإن تعزيز التبادلات بين دول المنطقة اتجاه جيد يفيد للشرق الأوسط ودول المنطقة، والأيام القادمة ستوضح الكثير من الأمور.