عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات ألا تكفي لإعلان كونفديرالية الجبهة الوطنية الديموقراطية للإنقاذ !؟

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

من نظام الدكتاتورية الفردية إلى انفلات كليبتوفاشية ثيوقراطية ذلك هو ما جرى في 2003… بعده لا حظي العراق بالديموقراطية المزعومة؛ تلك التي لم يعربوا عن نيتهم إشادتها إلا لتمرير الاحتلال وغاياته.. وبعد تلك السنة وأحداثها، كذلك لم يحتفظ العراق بأسوار الصد ضد التشظي، بكل ما عليها من مآخذ وعميق الرفض السياسي بسبب هويتها وطابعها، ما وضع البلاد والعباد جملة وتفصيلا بأمر التدخلات الإقليمية منها والدولية فيما غابت (استراتيجياته الوطنية) للاستقرار والسلم الأهلي ولتبني أي مشروع بناء وتنمية!

وبعد كل تلك الأعوام والسنوات؛ ألم تجد قوى الديموقراطية وطنية الجوهر والهوية، ما يكفي من دروس لتتخذ قرارها في الوحدة وتمنح الشعب قيادة وطنية حقيقية نزيهة تنقذه من التشرذم والتيه ومن كل أضاليل الاستغلال الراهنة التي تواصل العبث بمصيره!!!؟

لنقل بهذه المناسبة، اليوم: كل عام والشعب العراقي أعمق وحدة وتماسكاً؛ كل عام والشعب العراقي أعلى صوتاً وفعلاً، كل عام والشعب العراقي أكثر تمسكاً بوحدته ممتلِكاً قيادة وطنية موحدة قادرة على العبور به من كوارث الزلازل الاقتصااجتماعية والسياسية إلى فضاء استقرار وسلم أهلي يمكنه في ظلاله أن يبني ويتقدم نحو مسيرة تنموية ليستعيد وجوده الذي بقي عبر التاريخين القديم (السومري) والحديث بهياً بحضارته مشرقاً باختياره طريق التنوير والتمدن..

إنّ المقصود هنا بهذه الومضة أن حقيقة ما جرى عام 2003 لم يكن إنهاء (نظام) الدكتاتورية الفردية وطغيانه القمعي بل اقتصر وتحدد في إزاحة شخص وكسر أدواته بتفكيكها الأمر الذي أوغل نحو (حلّ) كل بنية الجيش والمؤسسات الأمنية بحيث تُرِك العراق بلا أدوات الدولة لفرض سلطة القانون فلا جيش الاحتلال كان ضامنا للأمن والاستقرار ولا سُمِح لمؤسسة وطنية أن تتشكل بديلا لأداء المهمة الملزمة والحتمية في أية دولة؛ فما بالك في دولة معقدة التركيب تحت احتلال لم يترك البلد إلا للانفلات والفوضى ومنح فرصة على طبق من ذهب لمن ناصب البلاد العداء كي يخترقها طولا وعرضا وبهذا لم يكن أي مؤشر يمكنه أن يوصف بالسير نحو الديموقراطية بمجرد إسقاط شخص او كسره ما

أدى فعليا إلى أن يكون الاحتلال لا تحريرا بقدر ما كان تفكيكا للدولة وتحطيم ما كان تبقى للعراق في ميادين التعليم والصحة ودورة الاقتصاد صناعة وزراعة وكل حقول تلك العجلة ودورانها مما عبّر ويعبر عن الشعب لا عن الدكتاتور ونظامه وبهذا تم تفريغ حتى شعار (تحرير العراق) ليكون مجرد إزاحة شخص وكسر شوكة الكبت وطغيان القمع او الكبت السياسي لتنطلق كما اشرنا الفوضى وأحوال الانفلات في ظل انعدام قوة تضبط الوضع وتكون حارسة للقانون وسلطته.. بعد عقدين كان الشعب للتو قد أعلن بهدير صوته في ثورته بأكتوبر أن لابد من التغيير السلمي الذي يعيد السلام والتنمية ويمنح العراق استقلاله وسيادته وانتمائه لمحيطه العربي حيث نشهد بأمّ العين مسيرة التقدم الفعلي الحقيقي..

فلتنطلق قاطرة العراق في خيار قيادة وطنية تقطع الصلة مع مسار ثيوقراطية متسترة بالتدين الزائف فيما أشاعت وتشيع تحت العباءة منطق الخرافة والتجهيل واعتماد اقتصاد ريعي لمزيد نهب وسرقة من مافيات محلية ومن ذيول تمثل قوى الشر في شرق البلاد وشمالها!!!