قصة كاتب بائس والبطلة ميزري

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

حصلت رواية “ميزري” للكاتب ستيفن كينج على جائزة عالم الخيال لأفضل رواية في عام 1988 بعد عام واحد من إصدارها؛ وما لبث أن تحمّس المخرج روب راينر لصنع فيلم عن الرواية يحمل العنوان نفسه ويعرض في السينما عام 1990. يدور الفيلم في نفس إطار أحداث الرواية، حيث البطل “بول شيلدون” / جيمس كان

يتعرض بول شيلدون لحادث سير فيُصاب بكسر في الساق. هناك تجده إحدى معجباته المهووسات بأعماله وهو مُلقى في الطريق وتدعي “آني ويلكيس” -التي قامت بدورها كاثي باتيس- ومن ثم تساعده في الوصول إلى منزلها وتعالجه بمنتهي الامتنان والسعادة، فهي من عشاق شخصيته الروائية “ميزري”. تغضب آني عندما تعلم أن بول قرر أن يُنهي حياة الشخصية للبدء في الكتابة عن آخريات؛ هكذا يحوّلها ذلك الغضب إلى النقيض، بل وتحتجزه وتهدده بإيذاؤه في حال لم يقوم بتغيير نهاية الرواية ويعطي ميزري حياة جديدة في رواياته القادمة؛ في الوقت الذي تحاول فيه آني دفعه لتغيير أحداث روايته تبحث ناشرته الأدبية مع الشرطة عن بول الذي يسود اعتقاد بأنه لقي حتفه إثر حادث السيارة التي وجدوها محطمة، ولكنهم لم يجدوا جثته بالطبع. كان بول في وقت البحث عنه يواجه التعذيب البدني والنفسي في منزل آني التي قيدته وسجنته وجلست أمامه بالسكين والمطرقة في أثناء قيامه بتغيير نهاية الرواية.

برعت “كاثي باتيس” -التي حصلت على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي لعام 1990، وتمّ تصنيف دورها من قِبَل النقّاد العالميين كأفضل تجسيد لشخصية شريرة في تاريخ السينما الأمريكية على الإطلاق- في لعب دورها المركب بإتقان شديد يدفع المتلقي إلى تصديقها، ويشعر بالرثاء لحال الكاتب الذي لا حول له ولا قوة، إذ أنه من الجائز أن طغيان شخصية كاثي في الفيلم وقوة أداءاها كان السبب في أن نشعر بضعف أداء

جيمس كان، المعروف بلعب أدوار الرجل القوي منذ دوره في الملحمة السينمائية الشهر في العالم “الأب الروحي” والتي أدى فيها دور “سانتينو كورليوني”، وكذلك دور”كولتون” في فيلم “ضد الرصاص”، ولكن من الواضح ان شخصية “بول” تتطلب هذا القدر من الضعف والشعور بالغربة والوحدة والخطر من سجانته.

أبدع المخرج “روب آينر” في تصوير الغرفة من زوايا ومحاور سلسة من شأنها إبراز شعور التوتر الذي يعم المشاهد، بالإضافة إلى نجاحه في نقل أفكار الكاتب ستيفن كينج إلى الشاشة بطريقة ممُيزة ومتقنة، فلم يخُالف إيقاع السرد الأدبي في الرواية، بل قام بمعالجة سينمائية استحق عليها جائزة أكاديمية الخيال العلمي والفنتازيا وأفلام الرعب الأمريكية عام 1992.