قمة ” تعريب القضايا العربية ” في جدة

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

عادل السنهوري

عدة صور ومشاهد في القمة العربية الـ32 في جدة يوم الجمعة الماضية تدعونا الى التوقف أمامها وتأملها… صور ومشاهد تدعو للتفاؤل بمستقبل العمل العربي المشترك حتى لو كان في حده الأدنى

أولها …هذا الحضور الكبير لغالبية القادة العرب والتمثيل الرئاسي الذي ربما لم تشهده قمة عربية من قبل فقد حضر 18 رئيسا وملكا وهو ما يعكس الادراك بالتحديات التي يواجهها النظام الاقليمي العربي والضرورة الحالية لمواجهتها في ظل عالم يموج بالصراعات والأزمات والاستقطابات السياسية الحادة، ووتوافر الارادة السياسية على تفعيل وانجاح آليات العمل العربي المشترك

ثانيا…هي قمة عودة سوريا الى الحضن العربي بعد عزلة عربية دامت 12 عاما منذ اندلاع الأحداث والاحتفاء الغير مسبوق بالعودة وحضور الرئيس بشار الأسد والاستقبال والحفاوة والترحاب التي لاقاها من عدد كبير من القادة العرب بعد نجاح التدخل العربي من استعادة سوريا الى مكانتها الطبيعية رغم الضغوط التي مارستها بعض القوى الدولية والتحذير من الاقتراب العربي من دمشق

ثالثا.. حضور الرئيس الأوكراني زيلنيسكي وتحدثه أمام القمة وأيضا كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهوما يؤكد وضوح وثبات الموقف العربي من الأزمة والحرب الروسية الأوكرانية والتأكيد على حيادية الموقف وارتباط العرب بمصالح مشتركة مع الجانبين الروسي والأوكراني وبما لا يؤثر على العلاقات العربية الاستراتيجية مع الجانبين والتأكيد العربي من جديد على سياسة عدم الانحياز والبعد عن سياسة الاستقطاب السياسي  الدولي

رابعا …يمكن اعتبار هذه القمة هي قمة تعريب القضايا والأزمات والصراعات العربية بعد أن نجحت الوساطات والتدخلات العربية من لعب دور فاعل وجاد في انهاء عزلة سوريا وعودة دمشق الى مقعدها الرئيسي ودورها الطبيعي، وما أشار اليه الزعماء والقادة العرب -بما فيهم سوريا والسودان واليمن وليبيا-الىى ضرورة تفعيل وتوسيع دور الجامعة العربية في الأزمات والملفات العربية وتحجيم التدخلات الخارجية التي تعقد هذه الأزمات دون الوصول الى حلول سياسية. وربما يكون النجاح العربي في الملف السوري دافعا قويا لانهاء باقي الملفات في ليبيا والسودان واليمن ولبنان أيضا وأظن أن الظروف مهيأة الآن لهذا الدور مع الدعم الكامل من القادة والرؤساء العرب للجامعة العربية.

خامسا …وفي اطار قمة “تعريب القضايا العربية” ولأول مرة تتخذ قمة عربية قرارا باعتبار  قضية سد النهضة والأمن المائي لكل من مصر والسودان، قضية عربية و جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل

دعونا نتفاءل بما هو قادم فلا سبيل أمام العرب الا بالتضامن والتوحد في كافة القضايا والتحديات التي تواجه الأمة العربية