لن تعترف الصين بالعدالة التي أوجدتها الولايات المتحدة

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

بقلم تشاو بينغ

يحتفل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر هذا السبت بعيد ميلاده المائة، وقد لعب هذا الرجل دوراً مهماً في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية، وزار الصين سراً في عام 1971 وعمل مع الصين لتسهيل “رحلة كسر الجليد” التي قام بها الرئيس الأمريكي نيكسون إلى الصين في عام 1972، والتي أثرت على العلاقات الصينية الأمريكية وأثرت على النمط العالمي بأكمله في العقود التالية.

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة مقابلة حصرية مع كيسنجر، وخلال المقابلة شارك بآرائه الأخيرة حول الوضع الدولي: على خلفية المنافسة الصينية الأمريكية فقدت معظم “الدول الرئيسية” اتجاهها الأساسي مما جعله يشعر “بالفوضى”، وقال كيسنجر إن الولايات المتحدة لديها دائماً أسلوب خاص للتصرف في السياسة الخارجية، أي أن “الأمريكيين يعتقدون أن أفكارهم عادلة”، وتعتقد الولايات المتحدة أن وجهات نظرها يجب أن تهيمن، لكن الصين والدول الأخرى لا توافق على ذلك، والصين تسعى إلى “الأمن” بدلاً من أن تكون راغبة في حكم العالم، ومن أجل تجنب النزاعات العسكرية مع الصين تحتاج الولايات المتحدة إلى كبح المواجهة العمياء والسعي للحوار.

في رأيي يعتبر فهم كيسنجر للعلاقات الصينية الأمريكية واقعيًا وعملياً كما أكد في خطابه مرة أخرى أن العلاقات الصينية الأمريكية ذات أهمية كبيرة لكل من البلدين والعالم، ولكن منذ قدوم الرئيس الأمريكي ترامب، ومع صعود الشعبوية ووجود الصراعات الداخلية في الولايات المتحدة وضعف القوة الوطنية الأمريكية استخدم بعض السياسيين الأمريكيين الصين كبش فداء لإبعاد النظر عن مشاكل أمريكا الخاصة، واتخاذ موقفاً صارماً ومتعجرفاً تجاه الصين.

ومن أجل الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية لا تزال الصين تأمل بعقلانية أن تلتقي الولايات المتحدة بالصين في منتصف الطريق وتنطلق من المصالح المشتركة للبلدين وشعب العالم إلى تعزيز الحوار وإدارة الخلافات وتعزيز التعاون، وقد اقترح الرئيس الصيني شي ثلاثة مبادئ هي “الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين”، وقبل أسبوع تولى سفير الصين الجديد لدى الولايات المتحدة منصبه وأكد مرة أخرى على مبادئ الصين وحث الولايات المتحدة على العمل مع الصين لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح.

لا أعرف كم من الناس في واشنطن سيقبلون موقف الصين وجهودها، ربما يمكن لتجربة دبلوماسي أمريكي محترف عمره قرن من الزمان أن تعطي بعض الإلهام لواشنطن، وتجعلها تدرك أهمية التخلي عن مواقفها المعادية في سبيل مصلحة العالم.