هل سيعيد الاحتياطي الفيدرالي حساباته؟

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

الاقتراض قصير الاجل للاستثمار في أصول طويلة الاجل هي وصفة الإفلاس والكوارث المالية. في الازمة المالية العالمية في 2008 التي كانت ازمة ائتمان ومسبباتها عالمياً هي الأصول المسمومة في الرهونات العقارية، في منطقتنا لم تكن لتكون مشكلة بذاك الحجم لولا ان الكثير من المؤسسات كانت قد انكشفت على مخاطر السداد بسبب قصر اجل ديونها التي استثمرتها في أصول طويلة الأمد.

هذه هي قصة بنك سيلكون ڨالي

الذي وضع تحت الحراسة القضائية وأعلن اليوم انه سيتقدم للحماية من الإفلاس. أصبحت الأسواق غير مستقرة وظهرت ازمة تسمى الان ” بالأزمة المصرفية” وهي نتيجة حتمية لما تقوم به البنوك المركزية في العالم المتقدم عندما تريد تحفيز الاقتصاد. تبدأ المشكلة عندما يخفض محافظو البنوك المركزية أسعار الفائدة قصيرة الأجل فهم يشجعون الجميع على الاستثمار في الأصول طويلة الأجل. نحن نرى أثر ذلك في العقارات التجارية وشركات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري ويكون العائد من الالتزام بحيازة أصول طويلة الاجل ممولة بديون قصيرة الاجل جذاباً خاصة عندما يكون التمويل وفيراً.

ثم يأتي محافظو البنوك في هذه الدول من بعد ذلك ويقومون برفع أسعار الفائدة فيصبح التمويل قصير الاجل باهضاً وتنقلب هذه الاستثمارات رأساً على عقب على المستثمرين وتتحول الى كابوس. بنك سيلكون ڨالي حصل على ودائع ضخمة جداً من شركات الأسهم الخاصة التي كان يركز عليها في الآونة الأخيرة، وما يفعله أي بنك هو استثمار هذه الودائع في الإقراض وفي أصول مُدرة. الودائع دائماً قصيرة الاجل وهي التزام على البنك لدفعها عند الطلب وكانت مركزة جداً في عدد من الشركات. 65% من الودائع تم استثمارها في سندات الخزينة الامريكية لمدد 10 سنوات وأكثر بفائدة ضئيلة اقل من 2%. أصبحت أوضاع هذا البنك فجأة غير مستقرة عندما انخفضت قيمة أصوله طويلة الأجل (يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض قيم السندات) بينما ارتفعت تكلفة التمويل قصيرة الأجل لتلك الاستثمارات (ودائع العملاء). عندما يبدأ المودعون في الفرار من أحد البنوك، فذلك إما لأنهم يسعون للحصول على عائد أعلى على ودائعهم في مكان آخر أو لمجرد خوفهم من عدم استرداد ودائعهم، ويستتبع ذلك بالطبع تدافع بنكي.

المودعون والمستثمرون خائفون ويتذكرون صدمة عام 2008 وتلك الازمة المالية العالمية. المودعون يتجنبون البنوك ويبحثون عن استثمارات الدخل الثابت والذي توظف في سندات الحكومة ذات العائد الجيد. المستثمرون يهربون من أسهم البنوك ويتسببون بانهيار قيمتها في الأسواق المالية والبورصات.

العيون على اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل. لقد قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بكثير من التشديد – ولكن يبدو انه لم ينتبه الى ان ذلك بدأ يضرب البنوك. هدف الاحتياطي الفيدرالي واي بنك مركزي اخر ليس السيطرة على التضخم بل الاستقرار المالي في البلاد. لن يكون هناك استقرار مالي باستمرار افلاس البنوك. فهل يعيد جيروم پاول حساباته؟