ومات الصوت الداخلي لحزننا …

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

رنا حداد

ودع الوسط الفني والجمهور الخليجي والعربي الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر،  صوت الزمن الجميل، الذي ادمنا سماع صوته في شبابنا وما زلنا نرتشف صوته، كلما ذهبنا في رحلة خاطفة لذاكرة القلب، كنا “نهج”، من عالم لا يعترف بحزن قلوبنا ، ليكون صوته المشبع بالشجن المريح، غيوما تمطر أسى ذو سحر ينعش قلوبنا الجريحة، فنعقد معاهدات صلح جديدة مع الحياة والحب .

لم يكن صوت من أثرى فننا العربي الأصيل على مدى يزيد عن خمسين عام بالغناء الجاد والموسيقى العميقة، صالحا في خيارته الغنائية،فحسب، بل كان يعمق بذور فكرة الحب في اعماقنا، ويرويها بجود وعذوبة، تكبر مشاعرنا خجولة،  يغنيها عنا، بصوته رفيق العشاق .

كانت اعماله في مجملها قادرة على تهدئة عواصف مشاعرنا، بنفس القدرة على اثارتها، ومقتحمة لجيناتنا العربية معقدة التكوين، ذلك انها من جذور ثقافتنا فنا ولحنا وكلمة حزن شفيف تذوقناها بشغف وعذوبة. في ترويضه للحزن أصبح الشجن جميلا ، فهو من جر الصوت عنوة وهذبه فبات كحبة اسبرين، هدأت قلوبنا إذ دخلتها.

كانت هدية الحب بين المحبين في الثمانينيات والتسعينات، شريط كاسيت، لا يعرفه جمهور حديث، وعشاق طرقات جديدة، معطرا بالندى، يصل للحبيبة، يبقى محتواه في القلب ، أغنيات خالدة، ويرحل العاشقون، وفي الخلفية يردد القلب،  (وداعية يا آخر ليلة تجمعنا، وداعية يا أعز الناس يودعنا)،

هو اليوم يرحل مع قافلة العشاق الذين رحلوا، بعد أن كانوا جيران القلب، وسكان يطلون على نوافذ الروح لتفقدنا، وكما فعلنا ، إذ كانت قلوبنا عذارى، همس لها صوت شجي، كان مستقره عمق القلب، لا ننسى ، ولا ترحل اغنيات انت صاحبها مع النسيان. “أعترفلك” أنني عرفت الحب الصادق من “مرايا العيون ” حينها أدركت “مالك شبيه” نعم هي “رسالة امرأة” ، “انتظرتك” و “نامت عيوني” وانا “أشتاق لك” ، “وينك” “شخبارك” اما “آن الأوان” وتقلي “راجع” ، “أغني لك” و “أسمع صدى صوتك” ، يا “داعج العين” ، “تأخرت” ، “وين مرساك” .. وغيرها من أغنيات جعلتني عناوينها ومضامينها أكتب .. رسالة الحب من عناوين “ألبومات”.