ومضة بطرائق التعليم بين تزمت منطق التلقين وإشكالات التحديث

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

منذ عقود ومحاولات تحديث التعليم تجابه مشكلات لطالما عرقلت مسيرتها، حتى كادت أن تتحول إلى عقبات كأداء لتتفاقم في أدائها السلبي في ضوء ما يحكم مختلف البيئات أو يوجه فلسفتها في إدارة الدولة والحياة. وبمراجعة (نهج) التعليم وطرائقه؛ مما ساد عبر قرون وليس مجرد عقود من مسيرة شعوبنا، سنجد أنّ (التلقين) قد ساد ليصير لاحقاً ميراثا ثقيلا بمنظومات كتاتيبية ملّائية تحكمت طويلا بطرائق التدريس ومناهجه أو مقرراته وبمجمل العملية التعليمية.

وبسياق تلك المنظومات التعليمية التي تجاوزتها الأحداث والمتغيرات المعاصرة؛ بات إعداد المعلم وصياغة المقرر ومحتواه وفلسفة معالجاته كلها محكومة بالقيود الفكرية التي لم تسمح بمناقشة أو إبداء مبرر لأي تناول، ما فرض على التلامذة جمودا وسلبية بسبب نهج التلقين وترداد المحفوظات بخلاف ذلك جاء العصر الحديث ليقف بوجه عرقلة بناء الشخصية النقدية المعاصرة تلك التي تستطيع تحمل مسؤولية العمل والمهام التي تجابهها..

وعليه ارتفع نهج تحديث (طرائق) التعليم ومد جسور العلاقة بين المعلم والطالب كون ذلك ليس قضية رغبة فردية أو موقف مجموعة بعينها تجاه متبنياتها الفكرية، إنما هي ضرورة تُلزمنا بسياقات عمل هي الوحيدة القادرة على بناء شخصية متمكنة من مهامها ومن تعايشها مع العصر ومتطلباته.

ونحن هنا بصدد الإشارة الصريحة إلى ((نهجٍ)) يتضمن: كلَّ إجراءٍ أو خطوة مبرمجة بترابط تنظيم المعلومات والمهارات والخبرات التعليمية التربوية؛ بقصد الوصول بذلك إلى منظومة أهداف العملية التعليمية، برؤية فلسفية تنتمي للعصر مما لا يتم إلا بمنهج يرتقي لمستوى الإجابة عن أسئلة عصرنا وتزويد المتعلم بالآتي من مخرجاتها القيمية:

  1. تنمية قدرات التفكير العلمي النقدي وتطويرها.
  2. تنمية قدرات العمل الجمعي في فريق متعاون يتكامل في إنجاز المهام.
  3. تنمية قدرات الخلق والإبداع أو الابتكار.
  4. الالتفات إلى الفروق الفردية في توزيع الأدوار التكاملية.
  5. تنمية إمكانات التحدي ومجابهة المشكلات المستجدة.
  6. تعزيز التمسك بالهوية الإيجابية التي تدعم القيم السامية للفرد والمجموعة.

والقضية لن تتوقف عند حرفية الأداء المهني، بل هي من العمق ما يتطلب إعداد المتطلبات بمحمولات فلسفية فكرية تتفتح على منطق التنوير وحركة العصر مثلما توفر قدرات الربط بين آليات العمل وطرائقه من جهة وبين فلسفة المرحلة والنظام الذي تتم فيه العملية التعليمية..

ولموضوع التعليم بمجمله وقفات فلسفية فكرية أخرى وتخصصية تتناسب وموقعه وسط موضوعات الحياة المعاصرة..