الإمارات.. حاكم الشارقة يشهد افتتاح المؤتمر الإقليمي لرعاية الطفولة المبكرة في الدول العربية

التواصل الإجتماعي

59,156FansLike
6,273FollowersFollow
5,803FollowersFollow

نشرة الأخبار

المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة

أشاد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، بجهود مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في الدول العربية ومبادراتهم المستمرة لدعم الأطفال في العالم العربي.

وأكد الشيخ سلطان، أن الشارقة تسعى دائماً لتعزيز التعاون في هذا المجال، وستظل داعمةً لهذه الجهود عبر تطبيق المعايير واستضافة المؤتمرات وإنشاء المراكز الخاصة بالطفل.

جاء ذلك خلال حفل افتتاح المؤتمر الإقليمي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة في الدول العربية، بحضور قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الذي يقام بتنظيم مكتب اليونسكو بالشراكة مع عدة جهات محلية واتحادية، صباح اليوم الأحد في أكاديمية الشارقة للتعليم.

واستهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، ألقت بعدها الشيخة جواهر، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، كلمة رحبت فيها بالحضور في إمارة الشارقة، الصديقة للطفل والحاضنة لمواهب ومهارات الأطفال، مؤكدةً بأن استضافة المؤتمر الإقليمي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة في الدول العربية في الشارقة يمثل تأكيداً على دور الإمارة الفعال في توفير منصة مثالية لاحتضان الفعاليات والمؤتمرات التي من شأنها تعزيز مفهوم رعاية الأطفال وضمان أمنهم وسلامتهم في رحاب عالمٍ متغيرٍ باستمرار.

وأضافت الشيخة جواهر، تلعب الأعوام الأولى من حياة الإنسان دوراً كبيراً في بناء هوية الفرد، ابتداءً بتعلمه المشي والتواصل اللفظي مع الآخرين، عبر تكوين العلاقات والصداقات مع أقرانهم، إلى أن يصلوا لتحقيق استقلاليتهم في المجتمع.

وتابعت: ’’قررت التركيز على تنمية مهارات الأطفال في “مراكز الطفولة” و”أندية فتيات الشارقة”، حيث وفَّرَت هذه المراكز مساحات إبداعية يمارس بها الطفل هواياته ويستكشف ذاته ويتعرف على أطفال آخرين يتشارك معهم هذه الهوايات‘‘.

 

كما تناولت سموها التجارب الفعلية في إمارة الشارقة التي مكنت الأطفال وساهمت في بناء شخصيتهم والأهداف الرامية إلى هذه الخطوات.

وأضافت، لم تغِب عنا أهمية التركيز على الجانب الأبرز من سلسلة تجارب الشارقة في رعاية الطفل، المتمثل بتوفير بيئة صحية وآمنة له في جميع الظروف، واستباقاً للأحداث، أطلقنا حملة تحت عنوان “سلامة الطفل” التي استهدفت توعية الوالدين الجدد بأهمية اقتناء كرسي السيارة المناسب للطفل لضمان حمايته على الطرقات، ومع النجاح الذي حققته الحملة في هذه المسيرة التوعوية، وَجّهنا باستمرارية عمل “سلامة الطفل” كإدارة تندرج تحت المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتوسيع نطاق توجهات هذه الإدارة لتشمل حماية الطفل من أي خطر محتمل يؤثر على صحته أو حياته، حيث تقوم الإدارة بدراسة المخاطر المحتملة في حياة الأطفال وتوعية الوالدين والمجتمع ككل حول ضرورة الانتباه لتلك المخاطر والمشاركة بحماية الأبناء منها.

 

وألقت كوستانزا فارينا، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في الدول العربية، كلمةً، حيّت فيها الدعم اللامحدود لحاكم الشارقة لكافة برامج تنمية ورعاية الطفولة في مختلف المستويات، مشيرةً إلى دور إمارة الشارقة المحوري في العالم العربي والدول الإسلامية على صعيد دعم الثقافة والمعرفة والطفولة، وفي استضافة هذا المؤتمر الهام.

 

من جانبها قدمت سارة عوض مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، عرضاً مرئياً تناولت في بدايته إلى طرق التعامل مع الأطفال الذين لا يتأثرون بالخطب الملهمة والوعود الكبيرة، بل تكون المفاوضات معهم من أجل التطور والفرح، مشيرةً إلى أن الاستثمار في التعليم المبكر يتفوق على الاستثمار في الأسواق المالية، والعوائد التي يتم جنيها من خلاله كبيرة مما يساهم في تطوير عملية التعليم باستخدام الطرق الواعدة والمتطورة، ويساعد في التخطيط للمستقبل.

وذكرت مسلم، أن الإمارات لديها أكثر من 500 ألف طفل دون سن الرابعة، مما يحتم على الدولة إيجاد نظام بيئي للتعليم المبكر والذي يعتبر استثماراً حقيقياً في المستقبل، الذي بدوره سيخرج لنا جيل يضم المخترعين والمبدعين والعلماء والمهندسين والأطباء وغيرهم من المهن والكفاءات التي تجعل مستقبل دولة الإمارات أكثر جودة وإنتاجية.

وأشارت مسلم الى أنه تم وضع 27 سياسة حضانة ذات أولوية عبر 6 ركائز أساسية ستدعم معايير جودة التعليم وبما يتوافق مع القوانين والتشريعات الحالية، إضافة إلى مشروع تحسين المدارس لتعزيز تجربة التعليم، وعقد شراكة مع أكاديمية الشارقة للتعليم لصقل مهارات القيادة والمعلمين من خلال التدريب والتطوير المهني.

 

وتناولت الدكتورة خوله عبدالرحمن الملا، رئيسة هيئة شؤون الأسرة، المبادرات التي تبنتها إمارة الشارقة من أجل تعزيز الطفل عبر مر السنين.

وأضافت الملا: ’’الطفل أثمن رأس مال ومن أجله استضافت إمارة الشارقة المقر الدائم للبرلمان العربي للطفل التابع لجامعة الدول العربية، وأطلقت مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، كما تم تخريج أول دفعة من الدورة التدريبية لتطوير معلمي الحضانات الحكومية وإطلاق مشروع إعلام صديق للطفل، وتوالت مسؤولية القيادة واهتمامها بتأسيس إدارة سلامة الطفل، إضافة إلى إطلاق برنامج “معلم وافتخر”، مشروع سلطان القاسمي للتوطين في القطاع الخاص، الذي يعد الكوادر الوطنية لخدمة التعليم وفق أحدث المواصفات العالمية في أكاديمية الشارقة للتعليم، كما فازت إمارة الشارقة بجائزة اليونيسيف للمدن الصديقة للطفل وللمرة الثانية عن فئة الحكومة الصديقة للطفل‘‘.

من جانبها تناولت ميسون شهاب، اخصائية برنامج التربية في مكتب اليونسكو الإقليمي في لبنان، التقرير الإقليمي لليونسكو للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، والذي تضمن التقدم والتحديات والفرص والإنجازات في مجال رعاية وتربية الطفولة المبكرة، وذلك خلال العقد الماضي، والذي واجهت فيه العديد الدول العربية حالات طوارئ مختلفة، مثل النزاعات والنزوح والكوارث الطبيعية ووباء كوفيد-19 الذي أثر على الحياة بأكملها، مما أدى إلى تعطيل التقدم نحو تحقيق الأهداف المتعلقة بالطفولة المبكرة.

وأشارت اخصائية برنامج التربية في مكتب اليونسكو الإقليمي في لبنان، إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي الست صادقت جميعها على قوانين وسياسات ولوائح الطفولة المبكرة، ونقلت الاختصاص إلى وزارة واحدة هي وزارة التربية والتعليم. كما قامت بعض الدول بتحسين ممارساتها من خلال إنشاء هيئة متعددة القطاعات لتنسيق تطوير استراتيجية شاملة لرعاية الطفولة المبكرة مثل الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة، واللجنة الوطنية للطفولة في البحرين، إلى جانب تأسيس مجالس تعليمية ومراكز وطنية لتطوير التعليم مثل الكويت وقطر.

واختتمت ميسون شهاب، ملخص التقرير الذي حوى إحصائيات متعددة للتعليم المبكر في الدول العربية، بالإشارة إلى مجموعة التوصيات التي تضمنها التقرير والتي من شانها رفع مستوى برامج الطفولة المبكرة في الدول العربية، ووضع الرؤية المناسبة، ومنها: الدعم الحكومي وتمكين برامج الطفولة المبكرة، وتطوير الاستثمار في الجودة، والتركيز على الجوانب التعليمية.

 

واختتمت الدكتورة رقية دياوارا، الأخصائية التربوية في مكتب اليونسكو في فرنسا، كلمات الافتتاح، بعرض أهم ما تضمنه إعلان طشقند والذي نتج عن المؤتمر العالمي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة الذي عقد في أوزبكستان نوفمبر 2022.

وينص إعلان طشقند، خلال العشرة سنوات المقبلة على الالتزام بالعمل من أجل تحويل الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة على مجموعة من المبادئ التوجيهية والاستراتيجيات حول أربعة مجالات رئيسية للسياسة العامة، وهي: توفير خدمات الرعاية والتربية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة للجميع بالمساواة والشمول في مرحلة الطفولة، والاهتمام بموظفي الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى الابتكار لدفع عجلة التحول، والحوكمة والتمويل، وزيادة الإنفاق ودعم التعليم المبكر.

 

واستعرضت د. رقية دياوارا، مشروع القرار الذي وقعت عليه 57 دولة منها دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في الدورة 216 للمجلس التنفيذي لليونسكو، لخطة متابعة إعلان طشقند وتنفيذه.

وكان حاكم الشارقة قد تجول قبيل الافتتاح في المعرض المصاحب للمؤتمر من خلال زيارة منصات الجهات المشاركة وهم: أكاديمية الشارقة للتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، وهيئة الشارقة الصحية، والوكالة الإتحادية للتعليم المبكر مستمعاً سموه لأبرز الأدوار التي تقوم بها الجهات في دعم الطفل والمبادرات التي تعمل عليها.

 

ويهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم الذي أحرزته المنطقة العربية نحو تحقيق هدف التنمية المستدامة 4.2 وغيره من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالطفولة المبكرة، بالإضافة إلى تبادل المعرفة حول عوامل التمكين الرئيسية، ونتائج البحوث الناشئة، والممارسات الجيدة، والابتكارات لوضع سياسات وبرامج رعاية وتربية الطفولة المبكرة عالية الجودة والارتقاء بها.

كما يستهدف تحديد الفرص ووضع مجموعة من الأولويات والاستراتيجيات لتحقيق الأهداف المرجوة وزيادة الاستثمار في رعاية الطفولة المبكرة من جانب الحكومات وشركائها، والتضامن وتعزيز الشراكة الإقليمية من أجل قضية الطفولة المبكرة، والاطلاع على تجربة إمارة الشارقة في رعاية وتربية الطفولة المبكرة.

 

ويسلط المؤتمر الضوء على أربعة محاور ومجالات أساسية لتعزيز رعاية وتربية الطفولة المبكرة في المنطقة، وتتضمن الشمولية والجودة والرفاهية، والقوى العاملة في رعاية وتعليم الطفولة المبكرة ومقدمو الرعاية، وابتكارات البرامج، والسياسات والحوكمة والتمويل.