من “نمر” إلى “قط وديع”.. رحلة تحول بنزيمة في عيون جماهير الاتحاد

التواصل الإجتماعي

59,156FansLike
6,273FollowersFollow
5,803FollowersFollow

نشرة الأخبار

في يونيو/حزيران الماضي، شكّلت الطائرات المسيّرة وجه “نمر” في سماء مدينة جدة السعودية وأُطلقت الألعاب النارية بكثافة ابتهاجاً بتوقيع الاتحاد مع مهاجم منتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني لكرة القدم السابق كريم بنزيمة، لكنّ جمهور الاتحاد بل ومنافسيه باتوا الآن يروه “قطاً وديعاً” لا نمراً مفترساً، على وقع استمرار أدائه الفني المتواضع.

خلال اللقاءات الأخيرة أضاع بنزيمة (35 عاماً)، المنضم من النادي الملكي حاملاً للكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، فرصاً عدّة سهلة بينها ركلة جزاء خلال الإقصاء من الدور الثاني لمونديال الأندية أمام الأهلي المصريّ.

والثلاثاء، مني اتحاد جدة، بطل الموسم الماضي، بخسارة قاسية أمام ضيفه النصر 2-5 كانت الثالثة توالياً في الدوري في مباراة أضاع خلالها ثلاث فرص سهلة للتسجيل وتسبّب في ركلة جزاء ضد فريقه.

توازى ذلك مع دخوله في مواجهة مع وزير الداخلية الفرنسي ومنافسة حادة مع زميله في الفريق الدولي المغربي عبد الرزاق حمدالله الذي سجّل هدفين الثلاثاء.

قال الناقد الرياضي السعودي عبد الكريم الجاسر لقناة الإخبارية الحكومية: “إنّ بنزيمة يمر بوضع غريب جداً يحدث للاعب تكتيكي على مستوى عال”.

وأضاف: “قد يكون لم ينسجم مع أوضاع نادي الاتحاد والأمور الداخلية في النادي، لكن ذلك لا يعفيه لأنه لا يبذل أي جهد في المباريات ويضيع فرصاً سهلة جداً ويبدو فاقداً للرغبة في لعب كرة القدم”.

سجل بنزيمة تسعة أهداف في 15 مباراة حتى الآن في الدوري بينها ركلتا جزاء، وهو بعيد بفارق 10 أهداف عن مهاجم النصر الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو متصدر لائحة الهدافين، وسبعة أهداف عن مطارده المباشر مهاجم الهلال الدولي الصربي ألكسندر ميتروفيتش.

وإجمالا، سجّل بنزيمة 15 هدفاً في 24 مباراة في مختلف المسابقات، في حصيلة بعيدة عن أمنيات جمهور الاتحاد الذي تعاقد الصيف الماضي مع البرازيلي فابينيو والفرنسي نغولو كانتي والبرتغالي جواو بيدرو نيفيش فيليبي الملقب بـ”جوتا” بالإضافة إلى المدافع الإيطالي لويز فيليبي، ضمن الصفقات القوية التي أبرمتها الاندية السعودية الصيف الماضي.

وبات الاتحاد الذي تراجع إلى المركز السادس بفارق 22 نقطة خلف الهلال المتصدر، الفريق الأضعف هجومياً ودفاعياً بين الرباعي الكبير (الهلال والنصر والأهلي والاتحاد) الذين استحوذ عليهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالغ الثراء الصيف الماضي وموّل صفقاتهم الضخمة.

كان بنزيمة الذي وقع للاتحاد لثلاث سنوات ضمن تلك الصفقات، وذكرت الصحف الإسبانية أن ضمه كلف 200 مليون يورو.

وأقر مصدر مقرب من إدارة الاتحاد أنّ الصفقات الأخيرة “لم تحقق النتيجة المرجوة بعد”.

وأفاد المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: “بالطبع كنا ننتظر المزيد من بنزيمة خصوصاً لكننا ندرك قيمته كلاعب عالمي”.

وأضاف: “ليس من السهل دوماً الانتقال إلى بلد ودوري جديد والتألق فوراً. هي مسألة وقت”.

تعليق حسابه على انستغرام

اضطر بنزيمة بسبب سيل الانتقادات والتعليقات السلبية التي انهالت عليه بعد خيباته فريقه الأخيرة، إلى تعليق حسابه على انستغرام، بينها صور ساخرة تشبهه بـ”قطة وديعة”، تجيد المواء لا تسجيل الأهداف، وتعليقات على “إكس” (تويتر سابقا) تقول إنه “عالة على الفريق” و”أحد أسباب الهزائم”.

ولا ينفصل مستوى بنزيمة، الفائز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات، عن المستوى الفني المتراجع للاتحاد الذي انفصل قبل انتصاف الموسم عن مدربه البرتغالي نونو اشبيريتو سانتو وتعاقد مع الأرجنتيني مارسيلو غاياردو.

وخسر الاتحاد، الملقب بـ”العميد”، 6 من 18 مباراة في الدوري هذا الموسم، واستقبلت شباكه خلالها 26 هدفاً، مقابل خسارتين واستقبال 13 هدفاً في 30 مباراة الموسم الماضي. كما خسر أمام كل منافسيه الكبار.

قال المذيع الرياضي المصري أمير عبد الحليم: “إنّ “بنزيمة تأثر بموسم الاتحاد عموماً”، مشيراً إلى أنّ الميزة الدفاعية للاتحاد الموسم الماضي تلاشت الآن.

وأضاف أنّ بنزيمة دائماً “يحتاج إلى انسجام ليعطي أفضل اداء”.

المنافسة مع حمدالله تصيبه بالتوتر!

وتابع: “المنافسة مع (المهاجم المغربي) عبد الرزاق حمدلله تصيبه بالتوتر ولا تحفزه”، مشيراً إلى تصريحات مشابهة سابقاً للبرتغالي جوزيه مورينيو مدرب بنزيمة سابقاً في ريال مدريد.

وأشارت تقارير صحافية سعودية مطلع الموسم إلى توتر العلاقة بين المهاجمين مع تجريد حمدالله من الرقم 9 ومنح أولوية تسديد ركلات الجزاء الى بنزيمة.

بنزيمة “خذل الفريق”

ويبدو بنزيمة تائهاً ومعزولاً في الملعب. خلال مباراة الرائد قبل اسبوع، استبدله غاياردو في الدقيقة 75 وفريقه متأخر 1-2، عوضاً عن التعويل على مهاجم بحجمه لتعديل النتيجة.

بعد المباراة التي خسرها الاتحاد 1-3، أكّد غاياردو أنّه استبدل بنزيمة “لأسباب فنية وليس بداعي الإصابة”، وهو ما يعكس حجم الأزمة التي يعيشها الفرنسي.

المصدر:(أ ف ب)