رغم انفجار طبقتيه.. “ستارشيب” يحرز تقدماً

التواصل الإجتماعي

59,156FansLike
6,273FollowersFollow
5,803FollowersFollow

نشرة الأخبار

أحرزت شركة “سبايس إكس” السبت تقدماً في الإطلاق التجريبي الثاني لصاروخها العملاق “ستارشيب”، إذ انفصلت طبقتاه بنجاح، لكنهما انفجرتا بعد فترة وجيزة فوق المحيط.

وقال أحد المعلقين على البث المباشر الرسمي لـ”سبايس اكس”: “يا له من يوم ناجح مذهل”، رغم أن طبقة الدفع النفاث “سوبر هيفي” بمحركاتها الـ 33، ومركبة “ستارشيب” الموضوعة أعلاها والتي أعطت اسمها للصاروخ بأكمله، شهدتا “تفككاً سريعاً غير مخطط له” وفق تعبير الشركة.

وكان أكبر صاروخ تم إنشاؤه على الإطلاق، والذي يأمل إيلون ماسك أن يُستخدم يوماً في مشاريعه لاستكشاف المريخ، قد انطلق من قاعدة ستاربايس التابعة للشركة في بوكا تشيكا بولاية تكساس، بعيد الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (13.00 بتوقيت غرينيتش).

وعلى عكس المحاولة السابقة في أبريل/نيسان، انفصلت الطبقتان بنجاح، لكنهما انفجرتا بعد ذلك بفارق زمني بسيط.

وقال بيل نيلسون، رئيس وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) التي تنتظر نسخة معدلة من مركبة “ستارشيب” لاستخدامها في إعادة روادها إلى القمر: “إن محاولة السبت أظهرت تقدماً.

وكتب نيلسون عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): “تهانينا للفرق التي أحرزت تقدماً في الرحلة التجريبية اليوم”، مضيفاً: “رحلات الفضاء هي مغامرة جريئة تتطلب روح القدرة على العمل والابتكار الجريء. يمثّل اختبار اليوم فرصة للتعلم، قبل التحليق مجدداً”.

وقالت عالمة الفضاء لورا فورشيك: “إن الرحلة التجريبية السبت شكّلت “نجاحاً جزئياً رائعاً”، موضحة أن النتيجة “تجاوزت توقعاتي”.

بالمقارنة مع المحاولة الأولى لرحلة مركبة الفضاء التجريبية الأولى في أبريل/نيسان، تمكنت المركبة الفضائية من أداء المهمة المنوطة بها في الفضاء بشكل أكبر السبت، إذ انفصلت الطبقتان بنجاح قبل انفجارهما.

وقال أحد المعلقين في البث المباشر الرسمي لهذه العملية قبل انفجار الطبقة الثانية: “كما ترون، شهدت طبقة (سوبر هيفي) للتو عملية تفكك سريعة غير مجدولة، ومع ذلك، لا تزال مركبتنا على مسارها”.

وكان من المقرر لطبقة الصاروخ التي انفجرت أولاً أن تهبط في خليج المكسيك بعد دقائق قليلة من الإطلاق، بينما بدأت الطبقة العليا رحلة جزئية حول الأرض، وكادت أن تصل إلى السرعة المدارية، قبل أن يتقرر هبوطها في المحيط الهادئ بالقرب من هاواي بعد 90 دقيقة، إلا أنها انفجرت بدورها.

وتُنتج طبقة “سوبرهيفي” قوة دفع تبلغ 74.3 ميغانيوتن، أي نحو ضعف قوة ثاني أقوى صاروخ في العالم، وهو “سبايس لانش سيستم” (اس ال اس) التابع لناسا، على الرغم من أن الأخير يعمل الآن بكامل طاقته.

وعند جمع طبقتي المركبة الفضائية، يبلغ ارتفاع الصاروخ 121 متراً.

وجرى تصميم كلا النظامين ليكونا قابلين لإعادة الاستخدام بالكامل، وهو عنصر أساسي في تصميم “سبايس اكس” يهدف إلى تقليل التكاليف بشكل كبير.

تغييرات في التصميم

واضطرت فرق “سبايس إكس” لتفجير صاروخ “ستارشيب” عمداً في سماء تكساس بعد أربع دقائق من إقلاع خاطئ شهد فشلاً في انفصال الصاروخ وتعطل محركات عدة، في 20 أبريل/نيسان.

وتسببت كرة النار الناجمة عن الانفجار في تشكّل سحابة من الغبار على مسافة كيلومترات شمال غرب منصة الإطلاق، ما أدى إلى تعرضها لأضرار بالغة وتطاير كميات كبيرة من الحطام وقطع إسمنت.

وأطلقت هيئة الطيران الأمريكية تحقيقاً اكتمل في أكتوبر/تشرين الأول أعطت على إثره الضوء الأخضر للشركة لمحاولة إطلاق ثانية، رغم اعتراضات مجموعات بيئية تقاضي الهيئة التنظيمية، بدعوى أنها فشلت في الامتثال لقانون البيئة.

وتشدد “سبايس إكس” على أن الانفجارات خلال المراحل الأولى من تطوير الصاروخ أمر إيجابي من شأنه المساعدة في تحديد خيارات التصميم بشكل أسرع من الاختبارات الأرضية، رغم أن الوقت يمر سريعاً حتى تكون المركبة الفضائية المعدلة جاهزة للهبوط المخطط له على سطح القمر في عام 2025.

في هذه التجربة الجديدة، جرى تعديل “ستارشيب” لتعمل بمبدأ “التدريج الساخن”، ما يعني أن محركات الطبقة العليا تشتعل مع استمرار اتصالها بالطبقة الثانية، وهو أسلوب شائع الاستخدام في الصواريخ الروسية ويمكنه إطلاق طاقة أكبر بكثير.

وشملت التغييرات الأخرى تحسينات على فتحات التهوية لتقليل احتمال حدوث انفجار.

وقالت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية إنها ستفتح تحقيقاً في ما وصفته بأنه “حادث مؤسف” حصل خلال عملية الإطلاق السبت، من أجل “تحديد الإجراءات التصحيحية لتجنب حدوثه مرة أخرى”.

وقالت الوكالة في بيان: “إن الحادث أدى إلى فقدان المركبة”، مضيفة: “لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في الممتلكات العامة”.

وقالت عالمة الفضاء فورشيك، إن (سبايس إكس) حققت تقدماً أكبر مما حققته في أبريل/نيسان. وتوقعت أن تحصل الشركة على تصريح من سلطات الطيران لإجراء محاولة أخرى بسرعة أكبر من السابق، مضيفة “سيكون المسار أسرع”.

المصدر: (أ ف ب)