أوراق دمشقية –  عيدكم سكر

آخر نشرة أخبار

انفوغراف

د. نهلة عيسى

اسمحوا لي, ونحن نغادر الخيبة إلى خيبة, و نغادر الخوف من العدو, إلى الخوف من القريب الحبيب, أن أقول لكم: عيدكم مبارك, وأن أخبركم: أن يأسكم ليس هدفي, ونبش قبور تجلدكم ليست غايتي, كما أنني لست من هواة المركيز (دوساد) ولا يفرحني حزنكم, بل يشقيني أن الهوية التي كانت فخرآ في كل الدنيا, باتت عائقاً بيننا وبين كل الدنيا, وأن الوطن الذي شرب الجميع من نبع خيره, ملأ سفهاؤنا وسفهاء غيرنا, بئره بالحجارة!؟

صدقوني, يأسكم ليس مطلبي, فأنا مجرد عابرة جرح متخمة بالجروح, تدق أبواب نومكم لتعانق كوابيسكم, ولتَحُلَ أَسر جوانحكم المكبلة بزعم الوهم, أن الوقت ليس الوقت, وأن الحرب ليست زمان, مع أن كل الحروب من رحم واحد, وكل الأعداء سواء, والدوس على جروحكم, هو سباحة في جرحي, والسيف في ظهركم, سيفٌ في عيني, والوطن الذي تحبون, هو عشقي الأوحد, والبيت الذي تخافون عليه آخر همومي, لأن كل بيوتكم بيتي, ولكن لا قيمة لصبر, ولا معنى لصمود, مالم يكن موعد نهايته مرسوم كالساعة في أحداقنا, وكأمانة في أعناقنا.

على الأقل, لأجل من ضحوا, وكرموا السلاح والوطن بموتهم, وجعلوا استشهادهم نداء لنا للخروج من زواريب الصمت على التشليح, والتشبيح, والمزاودة, والمماطلة, إلى شرفات الغد حيث الشهيد كقاسيون, وتجار الدم والوطن في السجون, وحيث العيد صلاة تجمعنا في الأموي والكنيسة المريمية, وبقلاوة, وزنود الست, ومراجيح, وبيت الجد, وسورية ملجأ فرح لكل العرب, كل البشر, وبسملة في فم من ينوي على الخير, فهل نسمع, هل نلبي النداء!؟